الصدى في وسائل الاعلام

الفعل الثقافي خارج العاصمة ... بيت الأنباط في البتراء أنموذجا
  2007-07-10  عمون
 
د.حسين محادين  
   

في دولنا النامية جرت العادة ان تتسيد العاصمة المشهد الثقافي ليس لعمق ما يطرح في جنباتها من أفكار او سجالات دائماً وإنما أيضا لان شجرة الإعلام بأغصانها البصرية والمقروءة والإذاعية قد سُقيت من نبع واحدة ربما هي العاصمة غالبا الأهم أفرادا ومؤسسات ، وما على المثقفين ومؤسساتهم خارج عمان الحبيبة ألا انتظار فرصة ما قد تتاح أحيانا عبر احد المندوبين الإعلاميين العاملين مع إحدى وسائل الإعلام وبالتالي فأن فرص ظهور المثقفين او إحدى مؤسساتهم المتميزة على مستوى الوطن تبقى نادرة مقارنة بشقيقاتها في العاصمة" فالغايب عن العين غايب القلب " عن رغم ضعف نتاج هذه الموسسات العاصمية وقلة أغناها لمسرح الثقافة الأردني؛ ولكن اجزم وبإيمان حق أن بيت الأنباط – البتراء قد تجاوز بذكاء ووعي مؤسسي ما هو سائد عادة؛ إذ انه ومنذ تأسيسه عام 1997 كانت لأسرته رؤية ثقافية وحضارية واضحة إجرائيا فالانجاز وحده هو الابلغ والأكثر قدرة على انتزاع الحضور الثقافي الريادي للبيت وطنيا وعالميا من خلال العمل والانجاز الثقافي بطريقة عابرة للجغرافيا والإعلام العاصمي (من عاصمة)؛ كيف لا ورؤيته الهادفة تستند الى - ان الجغرافيا الحضارية للأردن القديم حاضرة وفاعلة وبؤرة حية ،شهدت عطاء حضارات متوالية . لعل أهميها حضارة العرب الأنباط التي آن الوقت لتأسيس وعي معاصر بها وكجزء من إعادة تشكيل الذاكرة الثقافية للأردن المعاصر على اساس حقائق الأرض والتاريخ - من نشره الكتبى( نسبة الى ابتكار الأبجدية عند العرب الأنباط ص2. .
رؤية وعمل سبقتا الفوز:
شهدت مسيرة هذه المؤسسة الريادية الكثير من النشاطات الفريد والغنية مشاركات وإصدارات لاحقة منها:-  
• مؤتمرات ودراسات الأنباط الأول 1999 والثاني 2003 ومؤتمر التاريخ الاجتماعي للبتراء وجوارها ومؤتمر العمارة التراثية ، والكثير من الندوات المتخصصة .
• الإصدارات فقد وصل عددها كسلسلة ومقتطفة الى (35) كتاباً والكثير من الاهداءات.

اما الجوائز التي حصدها بيت الأنباط وبجداره فهي : جائزة الدولة التقديرية ، وجائزة جامعة الحسين بن طلال رحمه الله والكثير من شهادات التقدير .
قلت الذي سبق- وبإيجاز كثيف- قبل ان أذكّر بان ما سبق كان قبل فوز الأردن العربي بأن تكون البتراء إحدى عجائب الدنيا هذا الأسبوع ، ولعل السؤال الأبرز التالي هو؛ ألا تستحق البتراء ان تكون العاصمة الثقافية لأردننا الحبيب وبامتياز لعام 2008 ؟  

* الا يجب على الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الاحتفاء بشقيق البتراء المثابر بإيمانه الثقافي الناجز بأهلية البتراء و ان يحتفي بها كأنموذج للمؤسسات الثقافية في المملكة ؟
* ألا تستحق أسرة بيت الأنباط ان تُعطى فرصاً نوعية ومساحات إعلامية لائقة بالانجازات المتتالية له في وسائل إعلامنا المختلفة لعله- اي اعلامنا الذي نحترم- يقنعنا بأنه يُسقى من منطقةتأريخية علمت البشرية أنواع الري وحرصت على تدعيم شبكاته حفاظا على أسباب التميز والاستقلال لدولتهم . فهل تُبادر وسائل إعلامنا بأنصاف من هم خارج عمان الحبيبة لأنهماجزء نوعي رافد لمسيرتنا الثقافية والحضارية كجزء من امتنا العربية . خصوصاً بعد النجاح الناجز لبيت الأنباط في التحضير والتخطيط والانجاح لعقد مؤتمر البتراء الثقافي الأسبوع الماضي بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة الثقافة وبرعاية دولة د.معروف البخيت رئيس الوزراء .
* هنيئاً لأسرة بيت الأنباط ولنا أفرادا ومؤسسات ثقافيةعاملةعلى مستون الوطن ؛ ومعاً على وجع الضاد والق الإبداع في أردننا الحبيب .