الصدى في وسائل الاعلام

ضعف تسويق الصناعات التراثية في البترا بسبب منافسة المستوردة

 

البترا- زياد الطويسي - تشكل الصناعات الثقافية والتراثية المحلية واحدة من الأدوات المعبرة عن القيم التراثية المحلية القديمة التي تعكس أنماطا مختلفة من ثقافات وعادات المجتمع الأردني وما تعاقب على المملكة من حضارات مختلفة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه نداءات المهتمين بهذا الشأن بأهمية التوسع في إنتاج الصناعات الثقافية والتراثية المحلية واستغلال الميزة السياحية لمختلف المناطق ومنها البترا بتسويق هذه المنتجات، فإن منتجوها في المدينة الوردية يعانون من تحد استمر لسنوات طويلة تمثل بمنافسة منتجاتهم من قبل الصناعات المستوردة.

ويقول محمد الحسنات المدير التنفيذي للهيئة العربية للتواصل الحضاري والثقافي في البترا (بيت الأنباط) أن الصناعات الثقافية في منطقة البترا تواجه معاناة استمرت على مدى سنين طويلة من مشكلة التسويق نتيجة وجود منافسة كبيرة لها من قبل المنتج المستورد.

ويعتبر أن عدم وجود أسواق ثابتة كون هذه الصناعات موجهة إلى القطاع السياحي بالدرجة الأولى من الأمور التي أدت إلى بطء تقدمها.

ويشير إلى أن عدم قدرة الكثير من الجهات المنتجة على إنشاء محال خاصة بالتسويق أمر كان له دورا كبيرا في هذا المجال، إضافة إلى إسهامه في قلة إنتاج هذا النوع من الصناعات.

وحول وجود ارتفاع بأسعارها مقارنة بالصناعات المستوردة يرى الحسنات أن مشكلة البعد عن العاصمة، وارتفاع تكاليف المواد الأولية، إضافة إلى اتصاف الصناعات المحلية بالجودة من الأمور التي أدت إلى وجود ارتفاع بأسعارها، رغم أن فارق الارتفاع ليس كبير.

ويدعو الحسنات المشرف على مشروع دار شقيلة للصناعات الثقافية التابع لبيت الأنباط إلى أهمية العمل على دعم العاملين بهذا المجال في البترا وإيجاد الأسواق الملائمة أمامهم، لما سيسهم به هذا الأمر من زيادة إنتاج هذه الصناعات وإيجاد فرص أفضل لترويجها.

وتؤيده الرأي رئيس جمعية سيدات الطيبة التعاونية للصناعات الخزفية أسماء الخلايفة التي تجد أن الصناعات المستوردة ساهمت بمنافسة المنتجات الثقافية المحلية وحدت من فرص ترويجها. وتدعو إلى أهمية إعطاء الصناعات المحلية الفرصة الكافية للتسويق لحفز القائمين عليها على مواصلة إنتاجهم.

ويهدف مشروع صناعة الخزف في بلدة الطيبة الجنوبية بالبترا إلى المحافظة على الصناعات التراثية وحمايتها، إضافة إلى إحياء الإرث الحضاري للعرب الأنباط من خلال تصنيع الفخار النبطي ومختلف أنواع الخزفيات.

مها المشاعلة رئيس جمعية سيدات وادي موسى تعتبر أيضا أن التوسع في استيراد الصناعات المختلفة كان له دورا هاما بهذا الخصوص، رغم أن الصناعات المستوردة لا تعكس القيم الحضارية والتراثية الأردنية.

وتبين بأن تسويق المنتجات المحلية بشكل أكبر سيمنح فرصة النمو للإنتاج المنزلي لربات البيوت، إضافة إلى نشر تعليم صناعة مختلف الحرف التي باتت مهددة بالاندثار.

كما تؤكد بأن تسويقها سيعمل على الحد من نسب البطالة من خلال التوسع في إنشاء المشروعات التي ستعمل على تشغيل الأيدي العاملة وزيادة فرص العمل بهذا المجال.

ورغم الحاجة التي يبديها الكثير من أصحاب محال بيع هذه الصناعات بارتفاع أسعارها مقارنة بالمستوردة، غير أن أمر مساعدة منتجي الصناعات الثقافية والتراثية على تسويق منتجاتهم، إضافة إلى منحهم الأحقية في إقامة محال بيع التحف يعد أولوية لدعمها، خاصة وأنها الأكثر تعبيرا عن الموروث الثقافي والحضاري الأردني.