استطاع العرب الأنباط في البدايات كما هو الحال في أوج ازدهار حضارتهم مقاومة محاولات السيطرة عليهم وإخضاعهم، وأبقوا منطقة دائرة الأردن التاريخية خالية نسبياً من النفوذ الأجنبي، ومن بين أهم مواجهاتهم العسكرية وقوفهم في وجه النفوذ السلوقي (اليوناني) في عام 312 ق.م. إذ استطاعوا رد الجيش اليوناني مهزوماً بعد أن قتلوا معظم أفراده في الحملة الأولى، كما ردوا الحملة اليونانية الثانية بعد أن حاصر اليونان مدينتهم لمدة طويلة كما انتصر الأنباط في أول معركة بحرية يخوضها جيش عربي، وذلك في مياه البحر الميت، وهي المعركة التي أنهت أحلام اليونان وأطماعهم بالاستيلاء على شرق الأردن.