الاردن هبة الجغرافيا

الأردن: تاريخ الطرق والدروب
     موقع الأردن جعل هذه البلاد عبر التاريخ منتجه للحضارة وناقله لها، ونقطة وصل وربط وفصل بين الحضارات الكبرى. في العصور البرونزية والحديدية شقت في الأردن ما سمي بطريق الملوك والتي بدأت القوافل والتجارة تعبرها منذ الألف الثانية قبل الميلاد، ولقد ورد ذكرها في سفر الخروج تحت اسم(طريق الملوك) كما ورد ذكرها في مسلة ميشع المؤابية.
 
  مع بداية ظهور الدولة النبطية واختيارها البتراء عاصمة لها وتركيزها على التجارة بدأ الأنباط بالسيطرة على ما سمي بطرق القوافل وطرق البخور حيث كانت قوافل   الجمال المحملة بالبخور والعنبر والبهارات والعطور تأتي من عٌمان عبر اليمن وشبوه شمال يثرب ومدائن صالح الى البتراء، ثم تتفرع الطريق إما للشام شمالاً او لغزة وسيناء ومصر غرباً، ولقد أقام الأنباط العديد من محطات القوافل لخدمة التجار وحمايتهم فالمتتبع للحصون والقرى النبطية في الأردن يدرك ذلك، فمن وادي رم جنوباً الى الحميمة الى بيضا الى الشوبك الى خربة الذريح ثم خربة التنور وذات راس والقصر ثم ذيبان ومادبا وأم الرصاص مروراً بعمان حتى أم الجمال وبصرى شمالاً كلها كانت محطات يستريح بها الهجانة وقوافلهم.
 
   وفي هذه الأثناء كانت هناك قبائل عربية أخرى أهمها الصوفيون حيث تمر تجارتهم بين الشام والجزيرة عبر وادي السرحان والصفاوي ورويشد الى الشام او العراق. وبعد انهيار الدولة النبطية وسيطرة تراجان الإمبراطور الروماني قام ببناء طريق تراجان لاهداف عسكرية وتجارية وبدأ البناء فيها 107م وهي طريق مرصوفة باتجاهين تبدأ من العقبة مروراً بالبتراء والشوبك والكرك ومادبا وعمان وانتهاءً بشمال الأردن في أم الجمال وباعج حتى بصرى في جنوب سوريا.
 
  أما في الفترة الإسلامية وبعد فرض الحج وانتشار الدين الإسلامي خارج الجزيرة فقد كان الأردن يلعب دوراً هاماً بين الجزيرة والشمال، فالحجيج والتجار من الشام والعراق ومصر وتركيا وايران لا بد لهم من المرور بالأردن وهو ما سمي درب الحج في الفترات الإسلامية.
 

  ومع نهاية القرن التاسع عشر قرر السلطان عبد الحميد بناء خط حديد سمّي فيما بعد الخط الحديدي الحجازي لنقل الحجاج الى المدينة المنورة واهم محطات هذا الخط تمر بالأردن.