الصدى في وسائل الاعلام

وادي موسى .. قلب البتراء النابض بالحياة
زياد الطويسي
لا تكاد تخلو رحلة الزائر إلى المدينة الوردية وإرثها الحضاري النبطي من جولة في وادي موسى قلب البتراء النابض بالحركة والحياة.  

وتكمن أهمية المنطقة قديما بأنها شهدت تواجدا للعديد من الحضارات، كما كانت عيونها المصدر المغذي بالمياه للمنطقة الأثرية في البترا، إلى جانب أنها ذكرت في بطون العديد من كتب التاريخ القديمة لدى علماء المسلمين بحسب بحث أعده محمد محيسن الهلالات.

 ولم تخل وادي موسى من الدلالات التي كشفت عنها نتائج الحفريات الأثرية والدراسات العلمية المتعددة بأنها شهدت تواجدا للعديد من الحضارات القديمة وعلى مدى سني التاريخ.  

وتتميز وادي موسى وفقا لدراسة أعدتها نائب مدير متحف الاردن للآثار الدكتورة خيرية عمرو بكثافة عالية للمخلفات الأثرية، ومرد هذا إلى موقع المدينة الممتدة ما بين طبقة الصخور الكلسية المكونة لمرتفعات الشراه وطبقة الصخور الرملية، حيث تكثر ينابيع المياه على ارضها، إضافة إلى توفر الاراضي الزراعية فيها وبحكم موقعها الجغرافي الملائم للاستقرار البشري.

 أما حاضرا فلا تزال علاقة الوادي الشهير بجماليته وتعدد عيونه وأشجاره حميمة بما خلفه الأنباط من آثار ماثلة في المنطقة.. علاقة بدأت منذ فجر التاريخ ومثلتها بقايا الحضارات لا سيما النبطية، وقد لا تنتهي بانعكاسات الارث الحضاري على نفوس وحياة السكان.  

 فحياة المواطن المحلي في وادي موسى كثيرا ما تأثرت بجانبها الإيجابي بالمدينة الوردية، فالحفاظ على التراث والتمسك بالأصالة طابعا لا يزال يميز حياة غالبية السكان في وادي موسى.  

ولم تقتصر انعكاسات الإرث الحضاري وخصوصية البترا على الإنسان بالجانب المعنوي فحسب، بل علاقته الحميمة بالأرض واستخدامه للجانب التراثي والحضاري في فن الديكور والفن المعماري الحديث، وانتشار تسمية الأطفال بأسماء ملوك الأنباط صفات لا زالت حاضرة في حياة السكان.  

كما يعتبر التراث اللامادي لوادي موسى هو الآخر شاهد على علاقة الإنسان بتاريخ المنطقة، وخاصة ما ارتبط منه بقصة المكان وحكاياه كقصة زيارة مقام النبي هارون الواقع على أعالي جبال البترا، وقصة تقسيم مياه عين موسى بين السكان لغايات الزراعة، وغيرها..

وتشكل هذه القصص مادة غنية كثيرا ما ارتبطت بالدراسات والتأريخ للمنطقة، وهي من الأمور التي حظيت باهتمام الباحثين الأجانب والعرب، إضافة إلى أنه تم إطلاق مشروع من قبل الهيئة العربية للتواصل الحضاري والثقافي (بيت الانباط) لتوثيقها، كما تعد من الأمور التي يعول عليها لإحياء قصة المكان بهدف التنويع في المنتج السياحي المقدم لزوار المدينة.

أما وادي موسى بالنسبة لزوار المدينة الوردية فهي طريق القدوم والعودة، ومحطة استراحة واستجمام بدءا من أن وادي موسى هي التي تظم بين أحيائها ومناطقها الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية ومحلات بيع التحف.  

 وتمتلك قمم وادي موسى ومناطقها المرتفعة مواقع تشكل اطلالات مميزة على الجبال الوردية، إضافة إلى أنها تحتوي على العديد من مواقع الجذب السياحي كالقرى التراثية القديمة، وعيون المياه وأشهرها (عين موسى)، إلى جانب مشهد غروب الشمس الذي يعد من أكثر المشاهد رغبة من قبل السياح.
 
 ولا تخلو وادي موسى من المشاهد الطبيعية الأخرى بحكم جغرافيتها المميزة، كما تشتهر بفنونها وتراثها الذي يجمع ما بين التاريخ والقديم والحديث للمنطقة.
 
 وتجمع وادي موسى بتعدد مناطقها وتنوعها بين حياة المدينة والقرية وسط إيمان السكان المحليين بتنمية وحداثة لا تؤثر على أصالة المكان والإنسان.

ويذكر بأن وادي موسى مركز البتراء تعد جزءا من عدة مناطق أخرى يضمها اللواء هي؛ الطيبة، الراجف، دلاغة، أم صيحون، بيضاء.