الصدى في وسائل الاعلام

''بيت الأنباط'': مشروع تنموي يسعى لنحت المدينة الوردية برؤية خاصة
فوزي باكير
عمان-  بعد سلسلة من الحوارات شاركت فيها مجموعة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين الأردنيين، تم تأسيس "بيت الأنباط"، الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري، وحصلت على ترخيص رسميّ في العام 1997 من وزارة الثقافة.
وعن هذه الهيئة يقول مديرها التنفيذي، محمد حسنات، هي "مؤسسة ثقافية أردنية أهلية غير حكومية"، مضيفا أنه "لا يوجد لها أي ارتباطات أو اتجاهات سياسية أو عقائدية أو مذهبية أو جهوية، تعتمد في جهودها وبرامجها وأنشطتها على الجهد التطوعي"، وتتمثل أهدافها المركزية، في "المساهمة في تطوير الحياة الثقافية في الأردن بالتركيز على إبراز أهمية الجغرافيا الحضارية وتعزيز الوعي بأهميتها وإنتاجها الحضاري، وتتخذ من ذكرى العرب الأنباط اسماً لها، أولئك الذين شيدوا فوق الأرض واحدة من أهم الحضارات الكلاسيكية التي استمرت قرابة خمسة قرون من العطاء الحضاري".

وقام بيت الأنباط بالعمل على مجموعة من المشاريع التي من شأنها أن تحسّن الوضع التعليمي والوضع الاجتماعي في البتراء، فكان المشروع الأول، وفق حسنات، بالتعاون مع المعهد البريطاني والسفارة البريطانية، إذ قاموا بإجراء مسح ميداني في البتراء للوقوف على واقع عمالة الأطفال، وكما يوضح حسنات "فمشكلة عمالة الأطفال تكمن في جوانب متعددة، الأسرة من جهة، والسياحة من جهة أخرى، والحكومة من جهة ثالثة".

وعن تضخم المشكلة يوضح حسنات أن "الحكومة لا تطبق القوانين الموضوعة والتي تختص بعمالة الأطفال، والأسر تشجع الأبناء على ترك دراستهم للعمل في السياحة التي تؤمن للطفل دخلا عاليا، فالعمل بالنسبة للأهل يكون أفضل من الدراسة"، مضيفا "البيئة المدرسية أيضا طاردة، فلا يوجد نشاطات تعزز رغبة الطالب اتجاه التعليم، وتنمي تطلّعاته اتجاه التفكير بالمستقبل".

وبيّن حسنات أنه بناء على تلك المسوحات قاموا بنشر إعلانات لتوعية السياح تجاه هذه المسألة، طالبين منهم رفض شراء ما يعرضه الأطفال عليهم من قطع وبطاقات وغيرها، وتعاون عدد كبير من السائحين معهم، كما أنهم توجهوا للأمهات "فهن الأساس في تربية الأطفال، فأقمنا معهن ندوات وورشات عمل توعوية ووضحنا لهن مشاكل العمالة وخطورتها".  
ويضيف أنه تم العمل مع الأطفال أنفسهم من خلال ورشات عمل في المدارس خارجة عن إطار التلقين من خلال فعاليات مختلفة كعروض المسرحيات، "فأقمنا صفا غير رسمي لمدة أربعة أشهر الهدف منه تشجيع الطلبة على العودة للمدرسة"، لافتا إلى ضرورة ملاحظة الأهل للتغيرات التي طرأت على سلوك أبنائهم من الطلبة فيما يتعلق باندفاعهم الإيجابي اتجاه التعليم طالبين فتح صفوف أخرى.

ونتيجة لهذا المشروع انتظم 25 طفلا في الدراسة بعد اشتراكهم في الورشات التدريبية، وزاد وعي الأمهات بأهمية تعليم الأطفال وأصبحن يطالبن الحكومة يتطبيق قانون عمالة الأطفال، بحسب حسنات الذي يشير إلى أنه تم تنظيم ورشة احتفالية تم فيها إطلاق طائرات ورقية تعبيرا عن الحرية والمعرفة والعلم في السماء، بدلا من التحليق بين صخور البترا إلى جانب سلسلة من الانشطة التي شملت عمل بطاقات توعوية موجّهة للمسؤولين تحمل رسالة "معا يدا بيد، نحد من عمالة الأطفال".