الصدى في وسائل الاعلام

مؤتمر تاريخ البتراء يوصي بتطوير الإقليم ثقافياً وسياحياً

الرأي: السبت 1/9/2001

مناشدة القطاع الخاص لدعم مشاريع "بيت الأنباط" الثقافية والبحثية   "أرشيف"

 

وادي موسى – الرأي – ثمن المشاركون في مؤتمر "التاريخ الاجتماعي لمدينة البتراء وجوارها: الاستمرارية والتغير" الذي اختتم أعماله في مدينة وادي موسى أمس الأول قرار جامعة الحسين بن طلال إنشاء معهد للدراسات النبطية ضمن مشروع كلية الآثار والسياحة والإدارة الفندقية التي بدأت الجامعة بالتخطيط لإنشائها في منطقة وادي موسى والذي يأتي استجابة لإحدى توصيات مؤتمر دراسات وبحوث الأنباط الذي عقد في عام1999 في مدينة البتراء ونظمه "بيت الأنباط" كما ثمن المؤتمر جهود هذه المؤسسة الفتية في تنمية المجتمعات المحلية وتطويره.  

وأوصى المؤتمر بضرورة   إنشاء متحف متكامل للآثار النبطية داخل مدينة وادي موسى، خاصة تلك المكتشفة خلال تنفيذ مشروع الصرف الصحي للمنطقة.

وأوصى المؤتمرون سلطة إقليم البتراء بضرورة إيلاء الجانب الثقافي أهمية خاصة وتوفير مخصصات مالية لهذه الغاية ودعم مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة بهذا الجانب، واوصى المؤتمر بضرورة ايلاء جوانب التوعية السياحية للمجتمعات المحلية أهمية اكبر وبالتحديد ما يتعلق بالأسرة من قبل المؤسسات المرجعية لتجنب بعض المشاكل المرافقة لعمليات التنمية السياحية مثل ظاهرة التسرب من المدارس والاعتداء على المواقع الأثرية.

وحث المؤتمر في البيان الختامي الذي صدر عنه عقب انتهاء أعماله الوطنية لايلاء التراث الحضاري الوطني بجوانبه السياحية والتاريخية المزيد من الاهتمام من اجل إبراز الاهمية التاريخية للجغرافيا الأردنية.

        وطالب وزارة التربية والتعليم بضرورة إعادة النظر في المناهج   التعليمية المتعلقة بالتراث الحضاري وبالتحديد ما يتعلق بحضارة الأنباط ولا سيما في مناهج التربية الوطنية التي يشوبها في بعض المواقع الأخطاء المعلوماتية والاسلوبية.

وناشد الجامعات الأردنية بضرورة ايلاء البحوث العلمية التطبيقية المتعلقة بالمجتمعات المحلية في مختلف الجوانب في منطقة إقليم البتراء أهمية خاصة بالنظر إلى أهمية المنطقة الوطنية والتاريخية والاقتصادية.

وتمنى المؤتمرون على الشركات الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص دعم برنامج النشر الذي يتبناه بيت الأنباط حول حضارة الأنباط وتاريخ الأردن القديم.

واوصى المؤتمر بضرورة استغلال الموارد الطبيعية والخامات المعدنية كالأحجار الكريمة وغيرها في عمليات التصنيع اليدوي بدلا من استيراد التحف والأعمال الفضية من الخارج.

وجاء عقد مؤتمر التاريخ الاجتماعي لمدينة البتراء وجوارها: الاستمرارية والتغير الذي استمر يومين بمبادرة من" بيت الأنباط " الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري وبالتعاون مع مجلس بلدي وادي موسى السابق وجمعية سيدات الوادي ونادي وادي موسى وتحت رعاية الأمير رعد بن زيد.

   

وتم تنظيم المؤتمر بجهود تطوعية من قبل هذه الجهات وتناول المؤتمر أربعة

محاور رئيسة هي:

التكوين التاريخ والحضاري لمدينة البتراء والتكوين الاجتماعي والاقتصادي والموارد التراثية السياحية في منطقة البتراء والإدارة والتخطيط والتنظيم،وهدف المؤتمر الى توفير تراكم علمي من المعلومات والبيانات والدراسات حول هذه المدينة في الجوانب التاريخية والحضارية وتوفير دراسات جديدة حول المؤسسات المحلية وحركة التنمية وتقييم خطط التنمية الوطنية المعنية بهذه المنطقة وتشيع سياحة المؤتمرات في إقليم البتراء.

ورفع المؤتمرون برقية شكر إلى سمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء على رعايته الكريمة لأعمال المؤتمر وبرقية شكر الى الشريفة نوفة بنت ناصر بن جميل على حضورها المؤتمر وافتتاح أعماله مندوبة عن راعي المؤتمر.

وكان المؤتمر قد واصل أعماله أمس الأول بعرض ومناقشة عدد من البحوث والدراسات المقدمة من المشاركين في أعماله،وقدم د. محمد المعاني من الجامعة الأردنية ملاحظات حول التغير الاجتماعي في لواء البتراء التي تتميز عن بقية مناطق المملكة بأنها منطقة سياحية،مما يستدعي سرعة حدوث التغيرات بسبب الاحتكاك المباشر مع الزوار القادمين من بلدان وثقافات مختلفة.

وركز على المعالم الرئيسة للسلوك الإنساني المعاصر لهذا التغير،وهي الفردية والمنافسة والذوق والحاجات والفرص.

وعرض د. حسين يحيى وعدد من الباحثين المشاركين من الجامعة الهاشمية لنمط إنفاق الأسرة والفقر في إقليم الجنوب معتمدين على بيانات دائرة الإحصاءات العامة من خلال دراسة إنفاق ودخل الأسرة التي تمت عام 1997.

وقدمت الباحثة مرام الفريحات من جامعة الحسين بن طلال دراسة بعنوان "مدخل إلى دراسة التغير الاجتماعي في بيئة متحولة: حالة وادي موسى"، أوضحت من خلالها أن العامل الأساسي والحاسم في عمليات التغير الاجتماعي الواسع الذي شهدته المنطقة يعود الى كونها منطقة جذب سياحي،وان مواقف السكان فيها أخذت في النمو نحو الإيجابية خلافاً لمواقف سكان المناطق الأخرى.

وقدم الباحث مصطفى الخشمان من جامعة الحسين بن طلال ورقة عمل حول دور التراث الشعبي في التنمية السياحية في اقليم البتراء،اشّر فيها الى اهمية هذا الدور في عملية التنمية اذا ما تم استغلال مفردات ومكونات التراث الشعبي بشكل علمي ومدروس.

ودعا إلى إقامة عدد من الفعاليات السياحية التي تبرز هذا الدور وتسهم في التنمية السياحية مثل تأهيل الأبنية التراثية وإعدادها لتكون متاحف أو معارض،وإقامة معارض موسمية ودائمة فنية وتراثية وشعبية،وإقامة بازارات للأعمال اليدوية،وسباقات للخيول والهجن في المواسم السياحية وأسواق شعبية لترويج البضائع التراثية بما يحفز أبناء المنطقة على إنتاج مثل هذه البضائع.

وقدم د. حسين محادين من وزارة الشباب دراسة سوسيولوجية للاستمرارية والتغير في استثمار ميزانية الوقت لدى الاسرة الاردنية من خلال نموذج مدينة وادي موسى.

وطبق الدراسة على جيلين ضمن الأسرة الواحدة في وادي موسى هما جيل الآباء والأبناء،سعياً لمعرفة الاختلافات بين الجيلين وتحديد مؤشرات دالة على طبيعة واتجاه التحولات المجتمعية واثرها على واقع استثمار الوقت لدى جيلي الدراسة.

وتعرض د. محمد القطاطشة من الجامعة الأردنية للمقومات السياسية للسياحة مدللا عليها بنموذج البتراء،مناقشاً جدلية العلاقة بين السياسة والسياحة وتأثيرها على البتراء ضمن الدولة الأردنية التي تنعم بالاستقرار والامن في وسط منطقة الشرق الاوسط، مشيراً الى التأثيرات السلبية للعنف وعدم الاستقرار الإقليمي على السياحة في المملكة،وداعياً صانع القرار السياسي الى ايلاء عملية الترويج السياحي أهمية قصوى،والتركيز على حالة الامن والاستقرار الموجودة في المملكة وإظهارها للعالم والتركيز على أن هذا الامن هو غير متأثر بموجبات العنف السائدة.

وقدمت الباحثة ندى الروابدة من دائرة الآثار العامة ورقة عمل تناولت فيها ملامح تطور الوضع الاقتصادي لدى دولة الأنباط من خلال إجراء تحليل كيميائي لمجموعة من النقود النبطية، خلصت فيها الى ان نسبة وجود المعادن الثمينة كالفضة في القطع المعدنية تعكس مستوى الرفاه الاقتصادي للدولة النبطية في العهد الذي سكت فيه هذه العملة،وكلما اعطى ذلك مؤشراً أقوى على تنامي مستوى الرفاه الاجتماعي في ذلك العهد.

ورصد الباحث مهند مبيضين من الجامعة الأردنية كتب الرحلات والبلديات الإسلامية التي تحدثت عن منطقة وادي موسى وجوارها في محاولة لاستجلاء الصورة التي تقدمها هذه الكتب والمصادر عن المنطقة،مشيراً الى شح المادة المدونة عن المنطقة في هذه الكتب والمصادر، غير مخف استغرابه للاسباب التي دعت الى تجاهل تاريخ هذه المنطقة، مع تأكيده على وقوع أحداث تاريخية هامة في المنطقة لم يتم رصدها او الإشارة اليها بشكل كاف، في الوقت ذاته الذي نجد تركيزا كبيرا على أحداث اقل اهمية بكثير في اماكن اخرى مجاورة في الحجاز والشام والعراق.

وقدم الباحثان عماد حجازين واشرف ياسين دراسة ميدانية لاستراتيجية تنشيط المبيعات والترويج السياحي لمنطقة البتراء من خلال دراسة واقع المنشآت الفندقية في منطقة وادي موسى.

وخلصت الدراسة الى ان مستوى الترويج للاقليم غير كاف مع ملاحظة ان الفنادق من فئة خمسة نجوم تسوق نفسها من خلال سلاسل الفنادق العالمية التي تنتمي اليها هذه الفنادق. وان الفنادق من فئة ثلاثة نجوم ونجمتين التي تمثل اغلبية المنشآت الفندقية في المنطقة غير قادرة على تسويق الاقليم او تنشيط مبيعاتها بحكم اوضاعها المادية.

 

 

وتناول المهندس بدر الحسنات من سلطة اقليم البتراء بالبحث مدى ارتباط العمارة الحديثة في منطقة وادي موسى بالجذور التراثية المعمارية للمنطقة المتمثلة في التراث المعماري النبطي،من خلال ثلاثة مستويات هي التخطيط والتصميم الحضري في مدينة وادي موسى قديما وحديثا،وعناصر تنسيق وتكوين المكان وعمارة المباني،مشيرا الى تاثير العامل الطبوغرافي للمنطقة على كل من هذه المستويات.

ودعا الى بث الحياة في العمارة التراثية التقليدية في المدينة وعكسها على العمارة الحديثة،واعادة تنسيق المكان بالتركيز على إيجاد عناصر جمالية تملأ الفراغات المتكونة بين المباني في المدينة.

وعرض الباحث عمر الخشمان من جامعة مؤتة لواقع التعدين في اقليم الجنوب مع التركيز على اقليم البتراء، راصدا حجم الخامات المعدنية الموجودة وتعددها وفرادة بعضها، مع تبيان اوجه استغلالها واستثمارها صناعيا،وخاصة في الصناعات السياحية،مع التنبيه الى ضرورة مراعاة شروط ومقومات حماية البيئة من الاثار السلبية لهذه الصناعات.

ويأتي عقد مؤتمر"التاريخ الاجتماعي لمنطقة البتراء وجوارها" ضمن الخطة الاستراتيجية للهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري" بيت الأنباط" التي تشمل عقد مؤتمرين دورتين مرة كل ثلاث سنوات لكل منهما، أحدهما مؤتمر دراسات الأنباط الذي انعقدت دورته الاولى عام 1999 وقدمت فيه ثمانين دراسة علمية عن تاريخ الانباط وحضارتهم، والآخر وهو المؤتمر الحالي الذي يعقد هذا العام للمرة الاولى.

وتشمل خطة بيت الأنباط كذلك إقامة مكتبة علمية متخصصة لتاريخ الأنباط وتراثهم الحضاري،وتنشيط حركة الترجمة والتأليف والنشر حول حضارة الأنباط العرب،والتي ستثمر عن 12 كتابا متخصصا العام المقبل ضمن مشروع عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002 بمعدل كتاب كل شهر.