الصدى في وسائل الاعلام

بيت الأنباط

العرب اليوم / الأربعاء/29/8/2001   

موفق محادين

 

بيت الأنباط ، هيئة ثقافية، تأسست قبل سنوات بمبادرة من مثقفين من وادي موسى، وعلى الأخص من باسم وزياد ومحمود الطويسي ونايف النوايسة وظلت هذه "العائلة" ترعى هذا المشروع في جولات مكوكية بين الجنوب ووزارة الثقافة، حتى اصبح هيئة منظمة لعشرات المثقفين والباحثين المهتمين بمؤسسي ورعاة الحجر والحرف العربي في التاريخ.   
 
 ونجحت الهيئة الشعبية هذه قبل سنوات، في تنظيم اول مؤتمر عربي ودولي واسع حول البتراء وتاريخها، ودعت له أيضا العديد من الجهات الرسمية، التي قدمت مساهمات بائسة على مستوى التمويل والدراسات معاً.
    وتبدأ اليوم جلسات المؤتمر الثاني المكرس للتاريخ الاجتماعي للبتراء وجوارها، وسط متابعة اعلامية واسعة للجنة التحضيرية – ووسط غياب حكومي، كما في المرة الاولى.... 
 
   ومن المؤسف ان أهم المعالم – الحضارية والثقافية والسياحية الاردنية- لا تجذب اهتمام جهات مثل وزارة الثقافة والسياحة وإدارة الاقليم والبلدية الكبرى في الاردن، بالرغم من الكتب الموجهة لها... ولعلها اعتذرت عن ذلك بسبب انشغالها باستقبال عاصي الحلاني وجورج وسوف والفرق المسرحية النسائية الاوروبية المغمورة التي تهل علينا في الأيام المسرحية.
لا بأس أيها الأصدقاء باسم وزياد الطويسي، فليس سهلا التصدي لهذه المهمة وإضاءة الاردن قبل القرن العشرين وخاصة تاريخ الانباط وملوكها الذين تصدوا لروما والمستوطنات اليهودية القديمة في فلسطين. وليس سهلا تناول الثقافة الحقيقية التي لا تدخل فيها أية اعتبارات ومنافع غير ثقافية، لا تعلمونها، الله يعلمها....
وليس سهلا إضاءة الوجدان الثقافي العربي وبياته الشتوي الطويل في العروق الوردية فثمة ما يقال عن مفاوضات لتأجير البتراء او تحويلها الى منطقة سياحية خاصة.

وثمة ما يقال عن اهتمام جورج سوروس بكذبة هارون بين جبل نبو وجبل البتراء ....

قبل سنوات ثلاث، كنت هناك مع عشرات المدعوين للمشاركة في المؤتمر الاول، وأخذتنا اللجنة المنظمة في جولة ليلية بين السيق وأكياس الرمل الصغيرة المضاءة بالشموع، وأصابع طارق الناصر وذائقته البرية ... تذكرت قصة لجمال أبو حمدان .. المرأة والبدوي والعباءة ولسعة الليل كذلك، وتذكرت ما كتبه احسان عباس وشيئاً لطاهر بن جلون قبل ان يسقط في الملح الفرنسي .. وكتاب بهجوري عن البتراء.. وما يفعله الطويسي كل عام...

.... وتذكرت ايباروري على أبواب المدينة " لن يمروا" ...