الصدى في وسائل الاعلام

مستقبل التنمية السياحية يبدأ فعالياته في البترا

الاقليم يواجه تحديات مرتبطة بالعناصر التنظيمية والتنموية وضعف البنية المؤسسية والمنتج السياحي


2010/02/18

العرب اليوم - ياسر مهيار - حسين السلامين

انطلقت في البترا يوم امس فعاليات مؤتمر مستقبل التنمية السياحية في اقليم البترا  الذي ينظمه بيت الانباط بالتعاون مع سلطة اقليم البترا التنموي السياحي ومشروع السياحة الثاني بمشاركة 32 باحثا من الاردن وعدد من الدول العربية, وذلك بحضور رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور علي الهروط ومتصرف لواء البترا ابراهيم عيد عساف ومفوضي السلطة وممثلون عن الفعاليات الرسمية والشعبية ورؤساء الجمعيات وقيادات المجتمع المحلي في لواء البترا.

واكد رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا التنموي السياحي الدكتور ناصر الشريدة الذي افتتح المؤتمر مندوبا عن وزيرة السياحة والاثار ان انعقاد المؤتمر يأتي منسجما مع الانطلاقة الجديدة لقانون السلطة والذي يترجم الرؤية الملكية للنهوض بالمنطقة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار ومنتج سياحي مميز يوازن بين الحفاظ على الارث الحضاري العالمي للبترا اضافة لتحقيق العوائد المرجوة على الاقتصاد الوطني والمجتمعات المحلية.

وبين الشريدة ان التنمية في اقليم البترا تواجه العديد من التحديات المرتبطة بالعناصر التنظيمية والتنموية وضعف البنية المؤسسية والمنتج السياحي اضافة الى تحديات اخرى مرتبطة بالمحافظة على المحمية الاثرية وادارتها, موضحا ان المفوضية تعمل منذ تأسيسها على مواجهة هذه التحديات من خلال اعداد وتطوير خطة عمل للسنوات الثلاث القادمة وزيادة موازنتها من 3.8 مليون دينار للعام الماضي الى ما يزيد عن 18 مليون للعام الحالي.

واوضح الشريدة ان المفوضية وضعت خطة لتطوير البنية التحتية الداعمة للاستثمار وتطوير الخدمات البلدية بهدف تحسين مستوى ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين والسياح مشيرا انه سيتم العام الحالي تنفيذ العديد من المشاريع في مجالات الخدمات البلدية تتضمن تطوير وسط المدينة والطرق وبناء الجدران الاستنادية وانشاء الحدائق العامة والتخفيف من الازمات المرورية.

وأشار الى سعي المفوضية إلى تفعيل دور المجتمعات المحلية في المشاركة في صنع القرار والتخطيط التنموي بمنظور جديد يعنى بالقيمة الاقتصادية للسياحة ونشر الوعي ويعمم فوائد السياحة على جميع قطاعات المجتمع وكذلك اجراء العديد من الحوارات مع مختلف الفعاليات المحلية في الاقليم لاستعراض التحديات القائمة والمشاريع والفرص الاستثمارية الهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

ولفت الشريدة الانظار ان المفوضية أعدت خطة عمل شاملة للحفاظ على المحمية الاثرية مبنية على رؤية واضحة للمنتج السياحي الذي يجب ان يقدم في المحمية الاثرية ويتناسب مع مكانتها كتراث انساني عالمي واحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة واهميتها كبوابة سياحية الى الاردن, موضحا ان المفوضية اطلقت مطلع العام الحالي نظام تذكرة الخدمات الموحدة بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة للسائح داخل المحمية الاثرية مشيرا ان المفوضية ستعمل على اعادة تأهيل مبنى مركز الزوار الحالي وتطوير خدمات الاستقبال والمقدمة للسياح وتطوير مسارات سياحية جديدة وتشغيل نظام نقل صديق للبيئة لنقل السياح عند نهاية المسار وكذلك توفير اماكن استراحات ومكاتب استعلامات ومرافق صحية ذات مواصفات بيئية على طول المسار السياحي وتعزيز الامن والرقابة داخل المحمية بما يكفل سلامة السائح ويحد من الممارسات السلبية والمخالفات داخل الموقع الاثري.

وبين الشريدة ان المحافظة على استدامة التراث الانساني العالمي المهم يأتي في سلم اولويات عمل المفوضية حيث تم تشكيل لجنة علمية من اصحاب الاختصاص مهمتها وضع برنامج عمل لحماية المصادر التراثية وصيانة وترميم المواقع الحساسة داخل المحمية مشيرا الى انه تم تخصيص ما نسبته 10 بالمئة من رسوم دخول الموقع الاثري لغايات الصيانة والترميم.

واشار الشريدة الى اهمية تطوير المنتج السياحي وجذب الاستثمارات التي تعمل على تعزيز تنافسية المنتج السياحي للبترا اقليميا وعالميا في سبيل زيادة عدد السياح مبينا ان المفوضية وضعت خارطة لترويج الفرص الاستثمارية في الاقليم وخلق شبكة علاقات محلية ودولية لتسويق هذه الفرص والمنتج السياحي فيها البترا حيث تم تسمية المفوضية عضوا في المجلس الاعلى للسياحة وهيئة تنشيط السياحة.

وبين الشريدة ان المفوضة تعمل ايضا على تطوير واستدامة المصادر البيئية بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي ومعالجة العوامل المؤثرة على المعالم الاثرية حيث تم البدء بتنفيذ عدة مشاريع للحد من مصادر التلوث وحماية البيئة واعادة تأهيل مصادر المياه لتدوير النفايات مؤكدا ان نجاح التنمية مرتبط بالشراكة الحقيقية مع المجتمع المحلي.

وقال رئيس بيت الانباط الدكتور مهند مبيضين أن المؤتمر يأتي استمرارا لأهداف بيت الانباط في تحقيق التنمية وخدمات البحث العلمي الجاد والاصيل لاحتياجات المجتمعات المحلية.

وأكد مبيضين أن بيت الانباط يسعى إلى دعم كافة الجهود التي تستهدف احداث تنمية ايجابية ترتقي نحو الطموح الوطني, مشيرا ان بيت الانباط كهيئة تطوعية استطاعت أن تؤكد حضورها في المشهد الثقافي والعلمي على المستوى الوطني والعربي وبناء جسور من التعاون وآفاق التواصل مع جميع المؤسسات والهيئات الوطنية والعربية ما جعلها محل ثقة العديد من المؤسسات الداعمة.

وبين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور باسم الطويسي أن البترا والمجتمعات المحلية المجاورة لها عانت على مدى ثمانية عقود ماضية من غياب التخطيط العلمي للتنمية وإدارة الموقع وحمايته ما سهم في ازدياد تدهور أحوال البيئة التراثية نتيجة العوامل الطبيعية والبشرية والتنمية العشوائية.

ولفت الطويسي الانظار ان المجتمعات المحلية المحيطة بالبترا والتي يضرب بها المثل في حجم الاستفادة من عوائد السياحة تضم أحد الثقوب السوداء لمجتمعات أفقر الفقراء حسب المعايير العلمية العالمية, والمتمثلة بأوضاع النساء والاطفال حيث تضم هذه المجتمعات واحدة من أعلى نسب بطالة النساء المتعلمات على مستوى المملكة.

وقال الطويسي ان غياب التخطيط العلمي لتنمية السياحية في البترا ضيع على الاقتصاد الوطني قيمة مضاعفة اضعاف ما توفره البترا غير ان المستقبل يدعو للتفاؤل بعد ان انشاء الاطار المؤسسي والتنظيمي الجديد في المنطقة والذي يعول عليه بتوقعات عالية في مجال الاقتصاد الوطني.

ويناقش المؤتمر على مدار يومين عددا من اوراق العمل تجارب وادوار تنموية في السياحة الاردنية في البترا, والتنمية السياحية والمجتمعات المحلية, وآفاق التنمية السياحية في البترا, والتنمية السياحية وحماية المواقع الاثرية, والتسويق السياحي والاستدامة والبنية التحتية, والتنمية السياحية وتجارب وأصوات من المجتمع المحلي.