من بين أكثر الأفكار التي ترددت على وعي جيل من المثقفين الأردنيين الأكثر التزاماً وقبولاً بمباديء التنوع والتعدد الثقافي،لماذا غاب ثقل الجغرافيا الحضارية الأردنية عن فعاليات المشهد الثقافي العربي المعاصر،ثمة أسئلة كبيرة مملؤة بالحيرة والدهشة كانت تقفزمن الذاكرة الى المخيلة حينما كنا نستعيد حضارة بحجم انجازات العرب الأنباط ، ونجدها شبه مغيبة في الوعي العربي المعاصر.
أول دولة عربية ذات سيادة في تاريخ الجماعات العربية القديمة ، أول اشهار اجتماعي سياسي للهوية العربية في التاريخ ،أطول حقبة مزدهرة لكيان سياسي عربي في الحضارات القديمة،أهم انجاز في تاريخ الثقافة العربية المتمثل في قصة الكتابة والحرف العربي،النموذج المبكر للمجتمع العالمي المنفتح على الأخرين والقابل بثقة للتنوع المبدع والحريص على شكل الهوية ولونها،الطريق التي مهدت الدرب نحو بزوغ فجر الاسلام.
لهذا وأكثر،جاء تنادي نخبة من الأصدقاء من مختلف أنحاء الوطن للأحتفاء بالجذور الأردنية ،للتقدم نحو جذور الحداثة في الماضي بأعتبار ذلك تاريخ حافز ، وليس مجرد تاريخ عبء،هكذا ولد"
بيت الأنباط
"في المسافة بين عمان والبتراء على سفوح الكرك يحمل أفق ذاكرة الأردن التاريخية ، نحو فلسطين وبادية الشام وتخوم العراق وشرق الدلتا. نحو الدفاتر والنقوش التي لم تقرأ بعد.
خلال (12) سنة من العمل التطوعي الدؤوب أصبح"
بيت الأنباط
"مؤسسة ثقافية أهلية تتمتع بأحترام وثقة ، تجمع المئات من المثقفين الأردنيين من مختلف أنحاء الوطن ومن الاشقاء العرب والأصدقاء من مختلف أنحاء العالم من كتاب وأكاديميين وباحثين وفنانين واعلاميين ونخب متعددة ، جميعاً ممن يؤمنون بالحضارة الانسانية وبالتنوع الخلاق وبقيم الخير والعدل والجمال والتقدم.
واليوم تشق هذه المؤسسة طريقها وهي أكثر ثقة بالمستقبل وقد انتزعت مكانتها بقوة وتواجه التحديات وتنظر لجيل جديد يتحمل مسؤولية العمل الثقافي والعلمي التطوعي، وهكذا أصبحت هذه المؤسسة الأم الولادة لعشرات الافكار الكبيرة والعديد من المشاريع الثقافية والتنموية ، عشرات المؤتمرات العالمية التي تنظم على مستوى دولي ، وحراك ثقافي وعلمي لا يتوقف وعشرات الكتب والمنشورات ومراكز تنموية وعلمية هي أذرع هذه المؤسسة، جميع هذه الانجازات تؤكد قيمة العمل التطوعي في وجدان الانسان وتعظم من الوعي بالمعنى في الحياة .
نعمل من خلال الثقافة من أجل الناس ونحمي الثقافة من خلال الناس ومن أجلهم.
د.باسم الطويسي