الصدى في وسائل الاعلام

جيال علماء الاجتماع العرب يختتمون أعمالهم في البتراء
البتراء- اختتم المشاركون في ملتقى أجيال علماء الاجتماع العرب الثامن عشر اعمالهم في البتراء يوم أول من امس الخميس بعد ان عرض الباحثون المشاركون في البتراء مجموعة من الأوراق أخذت طابع المعاينة السوسيولوجية لموضعات اجتماعية واقتصادية.

وترأس استاذ علم الاجتماع في جامة فيلادلفيا الدكتور سالم ساري الجلسات العلمية في البتراء، وجاءت مشاريع البحوث التي نوقشت متنوعة في موضوعات مختلفة تعرض فيها الباحثون للتحولات الاجتماعية واثرها على المجتمعات العربية.

 ترى الباحثة التونسية منال بن احمد أن تميز المحيط الاقتصادي العالمي خلال العشريات الأخيرة بالدينامية وكثرة التحولات التي كان لها الأثر المباشر على اقتصاديات كل البلدان وخاصة تلك التي تسعى بالبلدان النامية، وقد كان تفاعل هذه الدول مع هذه الظرفية الاقتصادية العالمية الجديدة متشابهة جدا.

وعاين الباحث التونسي ابو لبابه الطرابلسي موضوع المجتمع الريفي والتنمية الريفية في الريف التونسي من خلال التركيز على أرياف ولاية قابس أنموذجا، حيث بين أن تحديث الريف وتنميته مرتبطان شديد الارتباط بالنهوض بالفلاحة وبسياسة بعث المشاريع الفلاحية الصغرى التي تندرج في هذا الإطار بالذّات وتبرز كتجلّيات للتّحولات التي يعرفها المجتمع الرّيفي التونسي المرتبط في حياته بالفلاحة كخيار استراتيجي.

وسعت الدراسة إلى التعرف إلى واقع مجتمع محلّي يحمل أفراده خصوصيّة مميزة في هذا المجال وهي أرياف ولاية قابس بالجنوب الشرقي من البلاد التونسية التّي تعتبر من المدن القليلة التي تضمّ في تضاريسها مختلف الأشكال الجغرافيّة من سواحل وواحات وجبال ويرتكز اقتصادها على النّشاط الفلاحي الواحي منه والبعلي والصّيد البحري في آن واحد.

وعرضت الباحثة منال الكنزلي لموضوع الوسائط الحديثة للاتصال وتشكّل الثقافات الفرعيّة لدى الشباب: دراسة سوسيولوجيّة بجهة المنستير في تونس، وانطلقت الباحثة في دراستها من إشكالية مفادها ترى أن التطور التكنولوجي الحاصل اليوم مرتبط بالتطوّر العلمي، وقد بيّن علم اجتماع المعرفة أنّ التطوّر العلمي والتكنولوجي مرتبط بالقيم وأنّ التكنولوجيا ليست منفصلة ولا تشتغل خارج إطار الثقافة بل تمثّل جزءا منها.

كما ترى الكنزلي أنّ عامل الثورة التكنولوجيّة يعتبر متغيرا مهمّا لا نستطيع إبراز ومعرفة تأثيره الحقيقي على الفرد والمجتمع من دون الرجوع إلى الثقافة التي وجد فيها حيث أنّه وحسب ماركس فإن التكنولوجيا ليست العنصر الوحيد المساهم في البنية التحتيّة بل يوجد أيضا عناصر أخرى هي: الأفراد، الأشياء، عالم من الأفكار والسلوكيات والقيم.

وناقشت الباحثة اللبنانية زينة جمال أكومة موضوع الرعاية الاجتماعية: منافسة ام توزيع ادوار بين سياسات الدولة الاجتماعية، واستراتيجيات الرعاية الخاصة في لبنان، وفي هذا السياق اوضحت الباحثة أن  مفاهيم الرعاية في لبنان بدأت في الاسرة ثم القبيلة وبعدها اخذت مفهوما الصدقة والاحسان المرتبط بالدوافع الدينية، ثم وجدت الرعاية نموذجا آخر للتعبير غن نفسها عندما انخرطت يالطوائف الحرفية والجمعيات الأهلية.

أما الباحثة اللبنانية فيفيان يعقوب فوقفت عند موضوع الملاهي الليلية في مجتمع مديني محافظ، نموذج منطقة البترون، وفي سياق التبرير للموضوع المبحوث قالت يعقوب: "إن بحثنا يهدف الى اكتشاف وتحليل المشكلات التي يعاني منها سكان المنطقة وعلاقة الناس بعضهم ببعض والتغيرات الحاصلة مع وجود هذه الملاهي وما تسببه من حالات متعددة وعلى جميع الاصعدة، ويستهدف من التحقق من صدق المعلومات التي تتعلق بأوضاع هؤلاء وباتجاهاتهم وآرائهم في قضايا تعليمية واجتماعية وتربوية وثقافية متعددة، الامر الذي يساعد على إزالة الغموض الذي يحيط بالظاهرة والوصول الى تفسيرات علمية تتعلق بالموضوع المدروس ومن المعروف أن أي باحث لايمكنه أن يختار موضوعه الا اذا كان لديه دوافع كثيرة أدت به الى هذا الاختيار وأي بحث لا يأتي عرضاً، بل نتيجة للواقع الذي يعيش فيه".

وناقشت الباحثة انطوانيت صليبا إشكالية خروج المرأة للعمل وتداعياته على العناية بالأولاد، وانطلفت الباحثة من عدة فرضيات ومنها تعمل هذه دور الحضانه على توفير الشروط المطلوبة بصورة مؤقّتة وشكلية، ومعظمها تعمل دون توفّر هذه الشروط لديها، وفيما يتعلّق بأساليب العمل كما تفترض الدراسة أن تعامل المربّيات مع الأطفال وتأمين رعايتهم، تنقسم إلى محورين: إذ تعتمد المربّيات على خبرة تقليدية في رعاية الأطفال، الأمر الذي يقلّص من الأثر التربوي للدار، وبالتالي تتحوّل إلى نطارة. وتتّجه دور الحضانة لممارسة أدوار رعائية للأطفال، تهيّؤهم لمباشرة التعلّم دون معوّقات.

وألقى الرئيس الشرفي لجمعية علماء الاجتماع العرب الطاهر لبيب كلمة في اختتام فعاليات الملتقى، اشاد فيها بالجهود التنظيمية لهذا الملتقى، ودعا إلى توسيع باب المشاركة العربية في المستقبل.

 يذكر ان الملتقى افتتح اعماله في العشرين من الشهر الحالي في عمان بمشاركة عربية واسعة، من باحثين من عشر دول عربية وبإشراف علمي مباشر من قبل ثمانية اساتذة علماء اجتماع عرب. وبتنظيم مشترك بين الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري   بيت الانباط، والجمعية العربية لعلماء الاجتماع.