الصدى في وسائل الاعلام

عام على العجائب
سميح المعايطة

بعد ايام سيمر على البتراء عام من تاريخ اختيارها احدى عجائب الدنيا السبع, حيث سمعنا في تلك الايام احاديث وتصريحات ومطالبات حول وجود استراتيجية لادارة هذه القيمة السياحية والتاريخية والاقتصادية, ونتذكر يوم (8/7) من العام الماضي حيث نظم بيت الانباط ندوة برعاية رئيس الوزراء انذاك د. معروف البخيت وظهرت احاديث رسمية من وزارة السياحة وغيرها تبشر بأداء قادر على استثمار هذه المقدرات لمصلحة الاردن اقتصاديا ولرفع سوية اقتصاد اقليم البتراء وما حولها.

واليوم نسأل: هل لدى وزارة السياحة كجهة مرجعية ارقام ومعطيات تقدمها للاردنيين عما تم تقديمه خلال عام مضى لاستثمار فوز البتراء بهذه المكانة العالمية, وما هي الاستراتيجية او الخطط او حتى الاجراءات التي تم وضعها والبدء بتنفيذها لاستثمار هذا الفوز للبتراء؟ طبعا هذا الاستثمار يجب ان يكون قديما فالبتراء لم يتم اختراعها العام الماضي وهناك تقصير تتوارثه الحكومات ووزارات السياحة وهيئات التنشيط في جعلها مزارا سياحيا ومصدر دخل اقتصادي, والدليل المباشر واقع الفنادق في البتراء التي تعاني معظمها من مديونية وكساد حال.

ولعل ما يعلمه الكثيرون ان شركات السياحة الاسرائيلية تقوم باستثمار قرب البتراء من فلسطين المحتلة, وتروج البتراء ليس حبا في الاردن ولكن كجزء من تسويق سياحي في اوروبا, بحيث يأتي السائح اسبوعا او اكثر الى الكيان الصهيوني بينما يقوم بزيارة البتراء عدة ساعات عبر المعبر الى البتراء ثم المغادرة من دون ان تستفيد فعاليات البتراء السياحية اي شيء الا رسوم الدخول, واحيانا هنالك سياحة البواخر او السفن حيث ينزل السياح الى العقبة ثم الى الباص مباشرة ثم الى البتراء والعودة, وكل هذا نسمعه من اهل السياحة ومن اهل العقبة او البتراء.

لن نذهب بعيدا في تاريخ استثمار البتراء لكن السؤال المباشر لوزارة السياحة كما تم فعله خلال عام مضى, طبعا لا نتحدث هنا فقط عن عدد الزوار بل عن استثمار البتراء اي ما الجديد في نسب تأثيرها الاقتصادي على الدولة وعلى اقليم البتراء, او على الاقل ما الجديد في ادارة الوزارة واقليم البتراء لهذا المعلم التاريخي العالمي?!

ولعل من باب التأكيد الاشارة الى القضية المهمة التي كتب فيها زملاء كرام في الغد عن الخطر الذي يهدد مدينة البتراء, وهو خطر يتعلق بالوجود والاستمرار, وهذا يفتح الباب امام قناعة اخرى بأن ادارة البتراء او غيرها تتم بشكل اداري بسيط, اي غرفة على باب الموقع وكميات من التذاكر لبيعها وربما حارس, من دون دراسات او اهتمام كبير او جهد للتسويق الحقيقي، وليس سفر المسؤولين لمؤتمرات ومعارض السياحة في العالم.

ارقام العائدات من البتراء لا تتناسب مع قيمتها, ويفترض ان يكون العائد على الاقتصاد الاردني بما يوازي حديثنا جميعا عنها, والمدائح والاغاني التي قدمناها يوم فوز البتراء بهذه المكانة العالمية, فالبتراء ليست مكانا تاريخيا او تحفة فنية فقط بل هي جزء من موارد الدولة, وعندما لا يكون لدينا الكثير لاستثمار هذه الموارد فإن هذا عجز في التخطيط وتقصير في التنفيذ, وان لم يكن هنالك الكثير خلال عام مضى فهل هناك ما يستحق التوقف عنده في المرحلة القادمة?!!