الصدى في وسائل الاعلام

القطاع التطوعي في البترا.. حراك تنموي فاعل بحاجة إلى مزيد من الدعم
 
البترا - زياد الطويسي - أسهم القطاع التطوعي في البترا ممثلا بالجمعيات والهيئات بحراك تنموي فاعل بشتى المجالات وخاصة ما تعلق منها بخدمة المجتمع المحلي والشراكة مع مختلف الجهات لدفع عملية التنمية الشاملة التي تنشدها المدينة.
وفي الوقت الذي أقتصر فيه عمل القطاع التطوعي في الماضي على خدمة المجتمع المحلي وتطوير الصناعات المرتبطة بالعمل السياحي، إلا أنها امتدت في السنوات الأخيرة لتقدم حزمة متكاملة من البرامج التنموية المتنوعة.
ولعل أهم ما يعنى به القطاع التطوعي في البترا هو العمل على خدمة المجتمع المحلي، وتعزيز إنتاج الصناعات التقليدية، والاهتمام بالجانب التوعوي والإرشادي، وخدمة الشرائح الأقل حظا في المجتمع، إلى جانب حماية الإرث الحضاري ونشر الوعي بأهمية المنطقة سياحيا.
ويعتبر أحمد موسى النصرات وهو رئيس لإحدى الجمعيات التطوعية أن الدور الريادي الذي قامت به العديد من الجمعيات وخاصة في مجال خدمة المجتمع أسهم بتحفيز الكثير من أبناء اللواء على الانخراط بالعمل التطوعي.
ويرى أن لهذه القطاع دورا هاما في التنمية من خلال تبنيه لبرامج متنوعة هادفة تسعى لتحقيق شراكة مع مختلف الجهات في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة للمنطقة.
ويؤكد بأن العديد من القائمين على القطاع التطوعي يمتلكون برامج وخطط طموحة في مجالات خدمة المجتمع ومساعدة شرائحه المختلفة، إضافة إلى دعم مسيرة القطاع السياحي وتنويع منتجه ما يتطلب ضرورة العمل على دعمها.
أما رئيسة جمعية سيدات وادي موسى مها المشاعلة فتجد أن للقطاع التطوعي دور تنموي هام لا سيما في مجال دعم المرأة وتمكينها، إَضافة إلى سعيه الجاد بالحفاظ على الطابع الحضاري والتراثي للمنطقة وإحيائه للعديد من الصناعات التقليدية.
وتؤكد بأن القطاع التطوعي في البترا يزخر بالعديد من النشاطات الهادفة إلى الحد من نسب الفقر والبطالة ومساعدة الشرائح الأقل حظا في المجتمع، إلى جانب إقامتها للعديد من البرامج التوعوية الإرشادية بمختلف المجالات.
وتشير إلى أنه ورغم الدور الهام الذي قام به القطاع التطوعي في المجال التنموي، إلا أن قلة الدعم والإمكانيات لا زالت التحدي الأكبر الذي يعانيه، داعية إلى أهمية العمل على دعمه لتمكينه من أداء رسالته التطوعية.
ولم يتوقف عمل القطاع التطوعي عند هذا الحد فحسب، بل شغلت قضايا النهوض بالقطاع السياحي والتوعية بأهمية الإرث الحضاري وحمايته حيزا هاما من اهتمام هذا القطاع في البترا.
فشرعت الهيئة العربية لتواصل الثقافي والحضاري (بيت الأنباط) الذي كان لها دور هام بهذا المجال بتنفيذ وإقامة العديد من البرامج والفعاليات العملية والإرشادية التي تسعى لحماية الموقع الأثري وتوثيقه علميا.
ويقول المدير التنفيذي للهيئة محمد الحسنات أنه تم استحداث العديد من المشروعات والبرامج كجهد تطوعي في مجالات شتى كمكافحة عمالة الأطفال في السياحية، والوعي والتنمية السياحية وإنتاج الأزياء المطرزات، والتأليف والنشر وتنظيم المؤتمرات وغيرها.
أما المناطق البعيدة عن مركز اللواء فقد حظيت هي الأخرى بدعم ورعاية هذا القطاع الذي كان له دور هام بالاهتمام بقضايا المجتمع فيها والعمل على إقامة المشروعات الهادفة لتوفير عيش أفضل لسكانها قدر الإمكان.
ووفقا لإسماعيل السعيدات رئيس جمعية الطيبة الجنوبية للتنمية الاجتماعية فإن حراك الجمعيات التطوعية كان له أثر هام على المجتمع من خلال استحداثها للمشروعات والبرامج الهادفة لتنميته وإفادة السكان من ذوي الدخل المتدني.
ويعتبر أن الجمعيات التطوعية بمختلف البلدات في البترا كان لها دور رياديا في مجالات رعاية الأمومة والطفولة والتثقيف والتوعية، إضافة إلى دورها في إحياء التراث المحلي ونشره، داعيا إلى أهمية العمل على دعمها لتمكينها من مواصلة مسيرتها الخيرية.
من جانبه قال الدكتور محمد الفرجات المفوض لشؤون تنمية المجتمع المحلي والبيئة في مفوضية البترا أن المفوضية وضمن قانونها الذي يأخذ على عاتقه تنمية المجتمعات المحلية وتعزيز مشاركتها في الحراك التنموي قد عملت على دعم عدد من الجمعيات التطوعية.
وبين بأنه تم دعم جمعيات التربية الخاصة من خلال تخصيص مبالغ لشراء منتجاتها من الحرف اليدوية لاستخدامها في الترويج السياحي للمنطقة، إضافة إلى دعم بعض الجمعيات بالبنية التحتية والتجهيزات.
وأكد بأن المفوضية حرصت على إشراك هذه الجمعيات بالعديد من الفعاليات والمبادرات التي أطلقتها، إلى جانب أنها قامت بمخاطبة العديد من الجهات لتحسين واقعها وخاصة الفنادق السياحية الكبرى من أجل تخصيص ريع لدعمها.
وأشار إلى أنه سيتم العمل على تعزيز الإنتاج لدى الجمعيات التطوعية التي تعمل على إنتاج الحرف من خلال فتح قناة للشراء المباشر لهذه المنتجات، إضافة إلى التواصل مع مشروع سياحة من أجل ضبط جودة المنتجات وتعزيز خبرة العاملين على صناعتها.
وثمن الدور الذي تقوم به مختلف الجمعيات التطوعية خاصة تلك التي تقوم باستحداث المشروعات ذات البعد التنموي، مجددا حرص المفوضية على مواصلة دعمها للقطاع التطوعي بما يخدم عملية التنمية التي تنشدها البترا.
رئيس قسم الجمعيات بمديرية تنمية البترا يحيى الطورة أكد من جانبه أن البرامج والمشروعات المختلفة التي تبناها القطاع التطوعي وعمل من خلالها قد أحدثت حراكا محليا أسهم بدفع عملية التنمية في المدينة.
ويلخص الطورة أهم جهود القطاع التطوعي في البترا بمساعدة الأسر المحتاجة، وعقد الورش واللقاءات التثقيفية، والحفاظ على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية، إلى جانب مساهمتها بمحاربة الظواهر السلبية وخاصة المرتبطة بالسياحة.
ويشير إلى أن العمل على رعاية فئة المعوقين والاهتمام بقطاعي الأمومة والطفولة، واستحداث المشروعات التي انعكست إيجابا على المجتمع والسياحة أمور كان للعمل التطوعي وجمعياته دورا هاما في تحقيقها.
ويبلغ عدد الجمعيات التطوعية في مدينة البترا 8 من ضمنها 4 جمعيات متعددة الأغراض وجمعية واحدة للسيدات و3 جمعيات تهتم برعاية ذوي الإعاقة، إضافة إلى هيئة ثقافية تطوعية.