الصدى في وسائل الاعلام

بيت الأنباط : حافظوا على البترا

الراي : 5 /1 /2010

زياد الطويسي

 

بيت الأنباط : حافظوا على البترا

 - التوعية بأهمية الموقع الاثري والتاريخي ،تعتبر اهم العناصر لتسويقه ولاستدامة السياحة ،وتبدأ من النشرة التثقيفية .
وقد أصدرت الهيئة العربية للتواصل الثقافي والحضاري (بيت الأنباط) ضمن مشروع مركز الوعي والتنمية السياحية سبع نشرات توعوية باللغتين العربية والإنجليزية تهدف إلى نشر الثقافة والوعي بأهمية الحفاظ على الموقع الأثري ومحاربة الظواهر السلبية التي وقفت عائقا في وجه السياحة على مدى سنين طويلة.
وتناولت النشرات موضوعات حول السياحة المستدامة وعمالة الأطفال والحيوانات العاملة في المنطقة، ودعوة إلى إنقاذ مدينة البتراء من خلال الحد من السلوك الإنساني الخاطئ الذي يمارس في المنطقة تمهيدا إلى التخلص منه.
وتهدف النشرات التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ المدينة الوردية إلى خلق وعي مسؤول للسكان المحليين والزوار بأهمية الحفاظ على الموقع الأثري وصولا إلى تنمية سياحية شاملة تهدف إلى الارتقاء بواحدة من أهم عجائب الدنيا السبع الجديدة.

ساهموا في إنقاذ مدينة البتراء

حذرت هذه النشرة من النشاط الإنساني المحلي الذي يمارس كل يوم في المدينة الأثرية ومن آثار استخدام الدواب من قبل المجموعات السكانية على المدينة، إضافة إلى مخاطر زيادة أعداد الأفراد من باعة ومزودي خدمات سياحية وسياح على البنية الطبيعية للموقع الأثري. ودعت السكان والزوار إلى ضرورة الكف عن السلوكيات الخاطئة التي أثرت سلبا على المدينة كحفر الأسماء على الأعمدة والواجهات وشراء الحجارة والصخور من الباعة والتسلق على المباني القديمة، فضلا عن عدم استخدام الدواب للتنقل والابتعاد عن رمي النفايات والبقايا في الموقع. وسردت النشرة ذاتها أمثلة على التدمير والخراب الذي شهدته المدينة كالأضرحة الملكية والمدرج النبطي والنقوش المختلفة، إضافة إلى الأدراج المنحوتة وخاصة درج الدير المعرض إلى الاندثار بسبب الحركة الكثيفة للدواب عليه.

العودة إلى المدارس
البترا بدون عمالة أطفال

شكلت ظاهرة عمالة الأطفال في المدينة الأثرية أبرز الظواهر التي ساهمت في إزعاج السياح وتأخير عملية التنمية السياحية وجاءت إحدى النشرات الصادرة عن مركز الوعي في بيت الأنباط لتنبه الزوار والسكان إلى سلبيات ومخاطر هذه الظاهرة على الموقع الأثري والأطفال ذاتهم ومساعدتهم على العودة إلى مدارسهم.
ودعت النشرة زوار المدينة المختلفين إلى عدم الشراء من الأطفال وعدم استخدام وسائل النقل التي يقودونها، إضافة إلى التبليغ عن أي مخالفة يرتكبها الأطفال بحق الزوار أو الموقع الأثري وعدم التعاطف مع إلحاحهم وملاحقاتهم. كما تحدثت النشرة عن أهم الآثار السلبية على التنمية السياحية والموقع الأثري الناتجة عن عمل الأطفال والظروف الصعبة لبيئة العمل الخاصة بهم. واعتبرت أن 60% من الأطفال العاملين في البتراء لا يجيدون القراءة والكتابة و85% من الذين يعملون بشكل موسمي يعانون من ضعف في التحصيل الدراسي. وأكدت بأن تجربة السياحة الطويلة في البتراء أثبتت بأن الشباب من أبناء المجتمع المحلي الذين لم ينخرطوا بالعمل السياحي في وقت مبكر وأكملوا تعليمهم قد وفرت لهم السياحة فرصا أفضل بالعمل والعيش الكريم.

حيوانات صديقة للبتراء

أكد هذا المنشور على أن الاستخدام المكثف وغير المنظم للحيوانات في السياحة ساهم في التدمير البطيء للموقع الأثري، ودعا إلى أهمية إتباع مسارات محددة وواضحة لاستخدام الحيوانات، إضافة إلى عدم استخدام الحيوانات للتنقل في الموقع الأثري وخاصة التي يقودها الأطفال. وضربت أمثلة حية لبعض الآثار السلبية التي تركها استخدام الحيوانات في الموقع الأثري كان أهمها؛ أن حوافر الحيوانات الصلبة وروثها ومخلفاتها تترك آثارا بالغة الخطورة على الصخر الرملي الهش الذي تتكون منه صخور البتراء، وأحداث خلل في التوازن البيئي في المنطقة حيث كان لها أثرا على مدى سنين طويلة في تراجع الغطاء البيئي في مناطق اللواء نتيجة اهتمام المجتمعات المحلية بتربية الحيوانات والاهتمام بزراعة أعلافها على زراعة الأشجار والنباتات المثمرة.

السياحة المستدامة

وفي نشرة خاصة بمزودي الخدمات السياحية دعا مركز الوعي ببيت الأنباط مقدمي الخدمات إلى عدم التفريط في جودة الخدمات المقدمة إلى السياح، واحترام البيئة المحيطة بالعمل وعدم تلويثها، والعناية بالنظافة والمظهر اللائق، إضافة إلى ضرورة النظر إلى السائح كزبون دائم يتردد على المكان كل يوم وترك انطباع ايجابي عن المكان والخدمة في نفسه. كما ركزت النشرة على مقدمي الخدمات أهمية التصرف بحكمة وعقلانية حيال المواقع والسياح، واتخاذ القرارات والسلوكيات بطريقة تخدم مصالحهم السياحية بشكل دائم وعلى المدى البعيد.
يذكر بأن مشروع مركز الوعي والتنمية السياحية التابع لبيت الأنباط تم استحداثه مؤخرا نتيجة افتقار منطقة البتراء إلى مؤسسات تعنى بالتنمية المحلية، ويهدف إلى توفير مرافق متعددة الأغراض ووضعها تحت تصرف الفعاليات التنموية المحلية التي تعاني من عدم توفر هذه المرفق، إضافة إلى عقد برامج تأهيلية وتدريبية مختلفة، ونشر الوعي والثقافة الصديقة للتنمية عن طريق إجراء المسوح الميدانية وإصدار المطبوعات التعريفية للمواطني ن والسياح وتأسيس شعبة لمتابعة القضايا والملاحظات الواردة من السياح وما تنشره وسائل الإعلام.